صاحب السمو المدير العام
عدد المشاركات : 131 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: رحلة الشيخ / الطنطاوي يرحمه الله . عبر وداي السرحان ,, الثلاثاء مارس 16, 2010 7:15 am | |
| من كتاب (( ذكريات )) لشيخ علي الطنطاوي لرحلته من بلاد الشام الى السعوديه عام 1353
سبدا معكم بعد وصوله للقريات يقول الشيخ الطنطاوي يرحمه الله :
(( خرجنا نتجول في البلد ( في القريات ) فرايناها كلها في جوله واحده , ورأيت المساجد بالسعوديه اول مرة , والمساجد تتفاوت في جمال بنائها وزخارف جدرانها. عدنا الى الدار التى منحونا مفاتيحها , ولكن مالذي نصنعه فيها ؟ وليس عندنا عمل ننجزه , ولا كتاب نقرؤه ,ولا جديد من الأحاديث نتناوله ونتجاذبه , ومابنا حاجه الى منام فننام , فطال علينا النهار , وثقلت ساعاته . لماذا أقمنا ذلك النهار في القريات , وعلى قله العمل وكثرة الملل ؟ ولقد كنا ننتظر الدليل الذي وعدنا ان يختاره لنا الأمير . وجاء الدليل فإذا هو سيد من سادات قبيله الشرارات , وهم عمار تلك الديار , ولمارأيناه أيقنا ان قد ابدلنا الله بدرهمنا الزائف ديناراً صحيحاً , حين صرف عنا ذلك الدليل الجاهل الثقيل , وجاءنا بهذا الأعرابي الفكه الظريف ,الذي افدنا منه فوائد كثيره ولمسنا في صحبته السلائق العربيه للمسلم : الذكاء والوفاء والأباء والمنطق البليغ , وكله بلهجه اهل الباديه , والذاكرة القويه والجواب الحاضر , والصبر والأيثار , والقد اثمرت لى صحبته ادباً جديداً , حين كتبت قصته (( اعرابي في الحمام )) و (( عرابي في سينما )) و (( اعرابي ونقد الشعر )) وكلها نشر في (( الرساله )) , وهي في كتابي (( صور وخواطر )) وماجاء في هذه القصص من وصف الأعرابي هو وصف هذا الدليل . جدد لنا قدوم الدليل نشاطنا وشد من عزائمنا فاتخذنا عده الرحيل .
كانت الحماقه وحدها هي التى حملتنا على ترك ضيافه الأمير ذلك اننا لم نسر ساعة حتى اظلم اليل وتوعرت الأرض وتعذر المسير فقال لنا الدليل : قفوا فوقفنا فعرض علينا العوده الى القريات ولان السير صعب والمبيت هنا اصعب فابينا فنزل ودعا لنزول , فنزلنا وقال: انظروا فنظرنا فإذا الأرض نعصر ماءً واذا هي سبخه من السباخ التى يستخرج منها الملح , وقال : ارجعو لا محط لكم هنا . فأبينا . قال : من اميركم ؟ قلنا : كلنا أمير ! فانشد أبياتاً من الشعر النبطي ضحك منها الشيخ الرواف , لان فيها ـ كما بدا ـ السخريه منا , والهمز بنا , اما نحن فلم نضحك ولم نبك لاننا مافهمنا منها شيئاً .. مررنا على مياه من مياه الباديه , وهي متغيره الون والرائحه والطعم تسألون: من اين عرفنا طعمها ؟ لقد اضطررنا مرات الي شربها ! .. والمياه تسمي (( غطي )) و (( العيساويه )) و (( القجرم )) ولم نصادف ماءً صافياً ابداً لانها كانت سنه قحط وجدب وجفاف . لم اكن اعرف حين كنا نمشي اين نحن من الأرض . وكل ماعرفته اننا تركنا (( وادي السرحان )) العظيم شمائلنا وسرنا الى الجنوب , جنوب بشرق , حتى لاحت لنا علي اليمين جبال عاليه , فقصدناها حتى اذا اقتربنا منها سرنا بحذائها على ارض ما رأيت اعجب منها , فهي ارض سويه متسعه , فيها حجارة سود مرصوفه رصفاً , كانها ارض ميدان واسع في مدينه كبيره فرشت ومهدات تمهديداً مشينا في طرفها تسعين كيلا حددها عداد السياره وقال الدليل : إن اسم ةهذه الأرض (( بسيطه )) بصيغه التصغير ....)) ...
وستمرت الرحله الي تبوك الى نهايه الرحله ..
حاولت الأخذ من الروايه مايهمنى بدون المس ببناءها الروائي والأدبي هي قصه انسانيه روحانيه انصح بقراءتها لشيخنا الفاضل على الطنطاوي يرحمه الله رحمتاً واسعه ,,,
| |
|